اسرار الجن
عدد المساهمات : 163 تاريخ التسجيل : 23/06/2011
| موضوع: علم الفلك وعلم التنجيم و حدودهما الخميس أغسطس 18, 2011 12:48 am | |
| علم الفلك وعلم التنجيم و حدودهما
لا يمكن اعتبار السماء مجرد محطٍّ لتأملات العشاق والشعراء. فهي المظلَّة التي لا تبرح تراقب جيرانها في الطابق الأسفل، بل هي لا تتوانى عن التدخل في حياتهم العامة والخاصة. وهم أمام تدخلها الدائم والكلِّي القدرة لا حول لهم ولا قوة.
وقد انكب الإنسان منذ أقدم العصور على دراسة السماء ومحتوياتها، تحرِّكه تلك القناعة الميتافيزيائية بأن للسماء سيطرة مطلقة على الأرض. إذ كان يؤمن أن الطبيعة واحدة وأن الطاقة التي تحرك كل ما فيها واحدة؛ وبالتالي، فكل حركة في هذا الكون لها تأثيرها وتبعاتها عليه وعلى محيطه.
لقد اشتملت دراسة الإنسان للفضاء الخارجي على وصف حركة النجوم وأبعادها من جهة ووصف تأثير هذه الحركة ونتائجها من جهة أخرى. أي أن التمييز الحقيقي بين علم الفلك وعلم التنجيم لم يكن موجوداً. واكتسبت دراسة علم الفلك أهمية بالغة لأنها ترتبط بمختلف علوم الطبيعة، وذلك بسبب تأثير الأفلاك على جميع ما يحدث في "عالم ما دون القمر". ولم يكن يُنظَر إلى هذا العلم على أنه شكل إنساني صرف من أشكال المعرفة، بل هو علم أوحِي به إلى النبي إدريس أو هرمس المثلث بالحِكَم الذي صعد إلى زحل لاستحضار علم النجوم إلى الأرض. فدراسة الأفلاك، إذن، ذات طبيعة مقدسة ولها جانب من الحقيقة المُنزَلة.
ولكن الفصل بين علمي الفلك والتنجيم تكرس في القرون الوسطى انسجاماً مع سيرورة العلم ككل، أي محاولة الفصل بين العلوم الميتافيزيائية والعلوم الموضوعية.
إن معرفة الكون في علم التنجيم مدخل لمعرفة النفس الإنسانية وربط النفس ومعرفتها بالتحولات الكونية، محاولةً لإخراج عالم النفس المجهول إلى دائرة الضوء وتسهيل تصنيف النفس ودراستها تبعاً لأنماط محددة. وهذا الارتباط كان يستند إلى فكرة حدسية تشبِّه العالم بالإنسان الكبير أو تشبه الإنسان بكون صغير. ونأخذ من إخوان الصفا ما جاء في مقدمة إحدى رسائلهم: "إن معنى قول الحكماء "العالم"، إنما يعنون السموات السبع والأرضين، وما بينهما من الخلائق أجمعين. وسمُّوه أيضاً إنساناً كبيراً لأنهم يرون أنه جسم واحد بجميع أفلاكه وأطباق سمواته وأركان أمهاته ومولداته. ويرون أيضاً أن له نفساً واحدة سارية قواها في جميع أجزاء جسمها كسريان نفس الإنسان الواحد في جميع أجزاء جسده..." ويتابعون: "نريد أن نذكر في هذه الرسالة صورة العالم ونَصِف كيفية تركيب جسمه كما وُصِف في كتاب التشريح تركيبُ جسد الإنسان. ثم نصف في رسالة أخرى ماهية نفس العالم، وكيفية سريان قواها في الأجسام التي في العالم، من أعلى الفلك إلى منتهى مركز الأرض." ولكن القول بتماثل وارتباط العالم الأرضي بالعالم العلوي لا يعني أبداً إمكانية التنبؤ بمصير كل ما يتحرك في هذا العالم، كما حاول بعضهم أن يصور أن علم النجوم لا يدَّعي ولا يحقُّ له أن يدَّعي إمكانية التنبؤ بالأحداث. يقول إخوان الصفا عن هذا الأمر: "إن كثيراً من الناس يظنون أن علم أحكام النجوم هو ادعاء الغيب. وليس الأمر كما ظنوا لأن علم الغيب هو أن يعلم ما يكون بلا استدلال ولا علل ولا سبب من الأسباب وهذا لا يعلمه أحد من الخلق." كما أن ابن سينا ينتقد المنجمين بسبب ادعائهم القدرة على التنبؤ بالأحداث بشكل دقيق، ولكنه لا ينفي وجود تأثيرات فلكية في عالم المتغيرات، ويؤمن بأهمية تلك التأثيرات على الأحداث التي تجري على الأرض.
وقد أجبرت الوقائع العلمية المثبَتة العلماء على العودة إلى هذه الفكرة. إذ يقول الطبيب كلود برنار في كتابه مدخل لدراسة الطب التجريبي: "لا يشكل الكائن الحي استثناء من التناغم الطبيعي الكبير الذي يجعل الأشياء تتكيف بعضها مع بعض. فهو لا يكسر أي توافق وهو لا يتناقض ولا يتواجه مع القوى الكونية عموماً، بل على العكس يساهم في السمفونية الكونية للأشياء وليست حياته إلا جزءاً من الحياة الكلية في الكون."
ولا يخفى اليوم على أحد أهمية أشعة الشمس للحياة بكل أشكالها على الأرض. بل إن باستور يقول إن جميع أشكال الحياة هي في بنيتها وشكلها واستعداداتها وأنسجتها على علاقة صميمية بحركة الكون.
وإضافة إلى ما لتتابع الليل والنهار وتتابع الفصول وأطوار القمر من تأثير على حياة الإنسان، فإن التقنيات العلمية الحديثة سمحت باكتشاف تأثيرات كونية عديدة أخرى. ولها تأثيرها أيضاً، كما تدل الدراسات الحديثة، على النفس الإنسانية والسلوك الإنساني. أي أن الأهمية التي كان يعزوها المنجمون لحالة السماء وقت الولادة لا يمكن إنكارها، وهي طريقة اعتمدت للتعرف إلى الأفراد والاستدلال على عالمهم الداخلي.
لقد أثبتت الفيزياء أن الطبيعة لا تعرف أي تحوُّل مجاني. فأي أمر يحدث في الطبيعة له دور يؤديه في سمفونية القوى الطبيعية الكونية. ويوجد الإنسان في قلب هذا الكون مثلما يوجد الكون في داخله، وهو ليس في منأى عن التحولات الكونية، وهو يتفاعل معها بطريقته. فهناك حوار نفساني وبيولوجي ثابت منذ البدء بين الحياة وذاك المحيط البعيد المتشكل من الشمس والقمر والكواكب.
حركات القمر وتأثيره الفيزيائي على كوكبنا
يؤثر القمر – وهو الجسم السماوي الأقرب إلينا – على الأرض بفضل نوعين من الحركات:
1. النوع الأول يعود لدوران الأرض حول نفسها في 24 ساعة وهو حركته اليومية. واليوم القمري أطول قليلاً من اليوم الشمسي: 24 ساعة 50 دقيقة. هذه الحركة مسؤولة عن ظاهرة المدّ والجزر التي تحدث مرتين في اليوم. الوقت الذي يفصل بين مد وجزر هو 12 ساعة 4/10، وهي الفترة التي تنقضي بين مرورين متتاليين للقمر على مدار المكان. إن الجذب الثقالي للقمر هو الذي يسبب ظاهرة المدّ والجزر بتراكبه مع التأثير الثقالي للشمس الذي يُعتبَر دوره أضعف من دور القمر بمرتين أو ثلاث. ولا تقتصر الاستجابة على المحيطات التي تخضع لتغيرات دورية (مرتين يومياً)، بل يشتمل أيضاً على الفضاء والقشرة الأرضية.
2. الحركة الثانية للقمر هي دورانه حول الأرض. والشهر القمري (28 يوماً) يفصل بين ظهورين للقمر. وخلال الشهر القمري يحدث تغيُّر هام في الشدة الضوئية التي تبلغ أوجها عندما يكون القمر بدراً، أي عندما يكون في مقابل الشمس تماماً. ولتغيرات الزاوية بين الشمس والقمر تأثير هام على ظاهرة المدّ والجزر.
تبلغ ظاهرة المدّ والجزر أوجها عندما يكون البدر مكتملاً وعندما يبدأ القمر بالظهور، أي عندما تتضافر التأثيرات الثقالية للقمر والشمس. أما في الربع الأول والأخير، فإن التأثيرات الشمسية والقمرية تتعاكس.
يضاف إلى هذه التأثيرات الفيزيائية المعروفة منذ أمد بعيد تغيرات أكثر دقة. فقد اكتشف Chapman وBarterls في عام 1940 أن شدة الحقل المغناطيسي للأرض تخضع لتغيرات ساعة بعد ساعة مردها اليوم والشهر القمري. وقد أكد العالمان اليابانيان Matsushita و Maeda هذه الظاهرة وقدَّما ملاحظات إضافية حولها. كما أن الأقمار الصناعية أثبتت أن القمر يستطيع في بعض مواضعه بالنسبة للشمس أن يحوِّل اتجاه الرياح الشمسية – وهو سيل القسيمات الأولية الذي ينبثق باستمرار من الشمس والذي تخضع الأرض لتأثيراته.
المد والجزر الحيوي: في آثار جاذبية القمر على الإنسان
إن تأثير القمر على الإنسان ثابت على مر العصور ومعظم الحضارات تتضمن إشارات إلى هذا الموضوع، وإن كانت تختلف حول الأهمية التي تضفيها عليه الكواكب وعلى تأثيره.
يعتقد إخوان الصفا أن مكانة القمر تلي مكانة الشمس من حيث الأهمية. إلا أن معظم تأثيراته تقتصر على ما يحدث على الأرض من أدوار "أنثوية". وله تأثير في نمو النبات المثمر وذبوله وتكوين الفطور وإنتاج بعض المعادن، كالصخور والملح، وفي تكوين بعض الحيوانات، كالطيور. كما يعتقد إخوان الصفا أيضاً أن مدة حياة الحيوان على الأرض تعتمد هي الأخرى على منازل القمر.
ونشهد اليوم بعد تطور الفيزياء وعلم الفضاء عودة إلى دراسة تأثير القمر علينا مزودين بوسائل دقيقة وموضوعية تقودنا في أبحاثنا الفكرة الحدسية القديمة ذاتها. فمما اكتشف العلماء أن المغناطيسية الأرضية وتأيُّن ionization الفضاء يختلفان ويتبدلان بحسب أطوار القمر. وقد حاول الطبيب النفساني ليونارد رافيتز دراسة تأثير هذه التبدلات على المرضى النفسيين وقام من أجل ذلك بقياس الاختلاف في الكمون الكهربي بين الرأس والصدر عند المرضى النفسيين. وكان الفرق يتبدل بين يوم وآخر بالتوافق مع أطوار القمر وهياج المرضى. وقد انتهى الدكتور رافيتز إلى تفسير ذلك بالقول أن القمر لا يؤثر مباشرة في سلوك الإنسان، ولكنه يستطيع، بتغيير نسب القوى الكهرمغناطيسية في الكون، إحداث كوارث عند الأشخاص غير المتوازنين.
وقد عرضت المجلة الأميركية للطب النفسي في عام 1972 نظرية Arnold Lieber وCarolyn Sherin من قسم الطب النفسي في جامعة ميامي. تفسِّر هذه النظرية (وهي نظرية تستند إلى التجربة الإحصائية) علاقة الجاذبية القمرية باضطراب المزاج. وقد ذكرا فيها: "لقد بات ثابتاً أن القمر، بتأثيره الثقالي على الأرض، هو المحرك الرئيسي للمدّ والجزر المحيطي والفضائي والأرضي. فإذا نظرنا إلى جسم الإنسان على أنه ميكروكوسم أو كون صغير يتألف من العناصر ذاتها التي تتألف منها مساحة الأرض (80 % ماء 20 % أملاح عضوية ومعدنية)، لأمكننا أن نقول إن قوى الثقالة القمرية قادرة على ممارسة تأثير مماثل على الماء المتضمن في جسم الإنسان. هكذا يستطيع القمر إحداث تبدلات دورية على الوسط السائل الذي تسبح فيه خلايا جسمنا، بحيث نستطيع التكلم على مدٍّ وجزر بيولوجيين يحدثان تبدلات في المزاج تتظاهر عند الشخص المؤهَّب باضطراب في السلوك.
وقد اختار الباحثان نموذجاً تجريبياً لإثبات نظريتهما، فاختارا دراسة حوادث القتل، فلاحظا بعد إحصاء كل الجرائم التي حدثت في فلوريدا من 1956-1970 وجود ذروة في عدد الجرائم عند كل اكتمال للقمر. وقد رأى الكاتبان أن هذه النتيجة هامة جداً على المستوى الإحصائي.
وقد أظهرت دراسات عديدة وجود دورة قمرية عند الكثير من الحيوانات إذ يرتبط نشاطها بها. وما يبدو مؤكداً اليوم أن وجود أو غياب ضوء القمر لا يفسر كل شيء؛ إذ يمكن أن توجد أقنية سرية أخرى يضبط القمر بواسطتها ساعة الإنسان الداخلية.
لقد أطلق شكسبير على القمر في القرن السادس عشر "سيد الحزن المطلق" وأعلن أن القمر يجعل الأشخاص حمقى عندما يقترب من الأرض.
الشمس وتأثيرها على الإنسان
كان الفيثاغوريون ينظرون إلى الشمس على أنها كرة صماء وكانوا يسمونها الدائرة الذهبية. أما إخوان الصفا فقد تحدثوا في كتاباتهم عن حركة الكواكب وتأثيرها في حوادث عالم الكون، وخاصة في تكوين النبات والحيوان والجنين. وقد أعطوا الشمس مكانة خاصة: فهي من العالم بمنزلة القلب من الجسد، وبقية الكواكب بمنزلة بقية الأعضاء. كما شرحوا بشكل مفصل أثر الشمس في أثناء سيرها. وإلى هذا الأثر تُنسَب صحة الحيوان ومرضه، وأحوال الجبال والوديان على الأرض، وحسن حالة الناس وشقاؤهم، وأمور الممالك السياسية، الخ.
ولكن وسائل المعرفة تطورت مع ظهور التلسكوب والأقمار الصناعية، وبتنا نعرف أن الشمس نجم في فوران دائم، يدور حول نفسه، وأن اندفاعات لغازات مشتعلة تنشأ على سطحه وتندفع في الفضاء. إن الأرض تسبح في فضاء شمسي. فالشمس قادرة على إحداث اضطراب في كهربائية الفضاء الأرضي وإحداث عواصف مغنطيسية. وهي، إضافة لكونها توفر الضوء والحرارة، فهي تمارس على كوكبنا تأثيرات أخرى غير تلك التي تستطيع أجهزتنا المتطورة التقاطها.
بعض التعاريف عن النشاط الشمسي
البقع الشمسية (الكلف الشمسي): إن صورة الشمس تعطي صورة واضحة جداً لسطح الشمس النيِّر الذي يبث لنا الضوء والحرارة. وفي هذه الطبقة اللامعة نشاهد البقع الشمسية الشهيرة التي كان غاليليو أول من رصدها بواسطة نظارته الشهيرة. وهي فجوات أو انخماصات هامة، تتراوح بين عشرات ومئات الآلاف من الكيلومترات. ويمكن أن تتسع بعض الفجوات الكبيرة للأرض بسهولة. ونستطيع عبر هذه الثقوب رؤية الطبقات التحتية الملاصقة التي تبدو سوداء معتمة لأنها أقل لمعاناً. وتبدو الحواف الداخلية لهذه البقع كحواف قماش مثقوب، وهي رمادية ويطلق عليها اسم "ظلال البقعة". وغالباً ما تتجمع في اثنتين أو أكثر.
المقذوفات الغازية الشمسية: فوق الطبقة النيرة Photosphere توجد الطبقة الملونة أو القرمزية Chromosphere التي نستطيع رؤيتها أثناء الكسوف. وهذه الطبقة تشكل المكان الذي تحدث فيه الانقذافات الغازية الشمسية. وهي عبارة عن دفق من المادة الضوئية تأخذ شكل أقواس أو حزم أو أشكال أخرى. وقد يصل ارتفاع هذه الانقذافات إلى بضع مئات من آلاف الكيلومترات.
وفوق الطبقة القرمزية يوجد الإكليل الشمسي (الهالة) الذي نستطيع رؤيته بالعين المجردة أثناء الكسوف. وهو طبقة تمتد بعيداً جداً أكثر مما كان يُعتقَد في الماضي استناداً إلى الرؤية العيانية المباشرة، لدرجة أن الأرض نفسها تسبح في أحد أجزائها الأكثر رقة.
هل يرتبط مزاج الإنسان بفعالية الشمس؟
يقول Düll الذي درس حالات الانتحار التي حدثت بين 1917 و 1932 في برلين وكوبنهاغن وفرانكفورت وزيورخ أن عدد حالات الانتحار يرتفع بشكل ملحوظ عندما يزداد النشاط الشمسي بشكل مفاجئ. إذ لاحظ أن عدد حالات الانتحار يرتفع بنسبة 8 % في الأيام التي يحدث فيها ازدياد الفعالية الشمسية. ويرى بعضهم في هذه الحصيلة دليل على وجود اضطرابات في الجهاز العصبي تحدثها تغيرات مصاحبة في حالة الهواء الكهربائية. وإذا كانت دراسة Düll تعود لما قبل الحرب العالمية الثانية وتنقصها بعض الدقة الإحصائية، فقد أكد علماء آخرون من بعده وجود علاقة بين الانتحار والنشاط الشمسي. فقد أكد الدكتور أورمينيي Orményi من بودابست، بعد دراسته 2240 حالة انتحار أو محاولة انتحار مسجلة في عام 1964، علاقة هذه الحالات بالنشاط الشمسي. واحتمال أن تكون النتيجة الملاحظة محض صدفة يقل عن 1 %. ويذكر العالم ذاته بعد جمعه معطيات تتعلق بـ 5479 حادث سير حدثت في بودابست بين عامي 63 و 64 أن العواصف الجيومغنطيسية ترافقت بارتفاع نسبة الحوادث بنسبة 101 %.
وقد خلص الباحث إلى أن العواصف المغناطيسية خطيرة جداً، خاصة إذا ترافقت بهبوط مفاجئ في الحرارة. ويضيف: "يمكن استناداً إلى ملاحظاتنا إعطاء توقعات منتظمة عن عدد حوادث العمل إذا كان بمقدور علماء الفضاء التنبؤ بنشاط الشمس. وقد سمحت بعض التنبيهات بتخفيض عدد الحوادث بنسبة 10 – 20 % في الصناعة.
وفي عام 1952 خَلُص باحث آخر هو Martini، بعد دراسته لحوادث العمل (حذف منها الحوادث التي سببها خطأ فني مردُّه نقص أو ضعف في الأدوات، كما حذف الحوادث الكارثية، واحتفظ بالحوادث التي يسببها خطأ مردُّه عدم انتباه العامل وتعبه) إلى أن عمال المناجم يتعرضون لعدد أكبر من الحوادث في الأيام التي يحدث فيها تغير مغناطيسي قوي. أما الأيام الهادئة ففقيرة بعدد الحوادث.
لم تلقَ أبحاث Düll و Martini صدى كبيراً في الأوساط العلمية، كما لم تلقَ قبولاً كاملاً من جانب المختصين – إلى أن نشرت المجلة الإنكليزية المعروفة Nature أعمال ثلاثة باحثين أميركيين. فقد أراد طبيبان من نيويورك H. Frieotman و R. O. Becker، يساعدهما جيوفيزيائي هو C. H. Bachman، أن يعرفوا ما إذا كان سلوك المرضى النفسيين يتأثر بتبدلات العوامل الجيوفيزيائية ذات المنشأ الشمسي. وقد بحثوا عن معيار موضوعي لقياس ازدياد هذه الاضطرابات عند المرضى النفسيين فتركز اختيارهم على عدد القبولات اليومي لمرضى جدد في المشافي النفسية في نيويورك، وجمعوا 28642 حالة ما بين 1 تموز 1957 و 31 تشرين الأول 1961، ثم قاموا بحذف كل العوامل الاجتماعية والإدارية التي تلعب دوراً في عدد القبولات اليومي بحيث يتجنبون أي ارتباط خاطئ، وقارنوا المعطيات المتبقية لديهم بدالَّة جيومغناطيسية تقاس كل ثلاث ساعات في المرقاب المغناطيسي في فريدريكسبورغ في ولاية فرجينيا. وقد لاحظوا أن عدد القبولات يرتفع بشكل ملحوظ ففي أيام العواصف المغنطيسية الكبرى. وكتبوا يقولون: "لقد لاحظنا علاقة هامة بين الاضطراب النفسي الذي يعكسه عدد الداخلين إلى المشفى وشدة حقل الأرض المغناطيسي. كل شيء يحدث كما لو أن الأنظمة التي تحكم سلوك الإنسان تتأثر بحقول قوى خارجية. هكذا جذب انتباهنا بعدٌ مهمل يهمٌ علم النفس المرضي مثلما يهم السلوك الإنساني الطبيعي."
شهر الولادة وتأثيره على صحة الإنسان
تتابع الأرض دورتها حول الشمس بلا كلل أو ملل. وهذه الدورة هي منشأ الفصول – تلك الظاهرة التي تضبط لنا الضوء والحرارة التي نتلقاها من الشمس. وهي تلعب دوراً مهماً في كل الظواهر المناخية التي تحكم نظام الهواء وتضبط فترات المطر وتحدد تدفق الأنهر وتنظِّم بالتالي نشاط النباتات وسلوك الحيوانات وحياة البشر.
وتذهب حتمية الفصول أبعد مما نتصور. فقد تساءل Huntington، الأستاذ في جامعة ييل في الولايات المتحدة الأميركية (1938)، إن كان يمكن التنبؤ بسلوك الإنسان وقدراته النفسية والفيزيائية المستقبلية إذا عرفنا وقت بدء الحمل وبالتالي شهر الولادة. ويقول هانتينغتون أن من بين 67 شخصية شهيرة مسجلة في باحة جامعة نيويورك، 40 % منهم ولدوا في شباط وآذار ونيسان. وهناك كتَّاب آخرون (Ziegler, 1936; Pinter, 1933; Cattel, 1903) أبدوا ملاحظات مشابهة، مشيرين إلى أن معظم الشخصيات الشهيرة والعظماء ولدوا في فصل الشتاء وأن قلة منهم ولدت في الصيف. والتساؤل الذي يطرح نفسه هنا هو عما إذا كانت هذه النسبة موجودة عند الجميع. وجاء الجواب في دراسة أجراها Huntington نفسه شملت 5000 أميركي متوسط معاصرين للمشاهير. وقد أظهرت الدراسة أن ولادة الشخصيات المعروفة تتبع نظاماً فصلياً يختلف جداً عما هو عند الأشخاص العاديين. كما استنتج هانتنغتون في دراساته أن هناك تناسباً عكسياً بين عدد الولادات ومُعامل الذكاء IQ، ولاحظ أنه إذا كان عدد الأطفال المولودين في كانون الثاني وشباط وآذار ونيسان أكبر، فإن مُعامل ذكائهم يكون أدنى بنقطة أو نقطتين من الأطفال المولودين في أيار وحزيران، وعددهم أقل. وفي دراسة أجراهاOrme على نادٍ للأذكياء، حاول فيها مقارنة توزع الولادات فصلياً بين أعضاء نادي الأذكياء ومجموعة من المتخلفين عقلياً. IQ الأذكياء 140، بينما هو 100 للشخص المتوسط. وقد ظهر من خلال الدراسة أن معظم أعضاء النادي ولدوا في فترة الصيف، فيما ولد معظم المتخلفين في الشتاء. وقد خلص Orme إلى أن حرارة المحيط أثناء التطور الجنيني لا تقل أهمية لذكاء الطفل المستقبلي عن ظروف الولادة والحمل.
الميل إلى الفصام: إن الدور غير الملائم للولادة الشتوية (أي الحمل الربيعي) يظهر من خلال ملاحظات عديدة. فقد نشر طبيب نفساني هولندي إحصائية حول شهر الولادة لـ 2090 فصامياً، فتبين أن 628 منهم ولدوا في الشتاء (كانون الثاني، شباط، آذار)، بينما 428 منهم ولدوا في الصيف (تموز، آب، أيلول). كما أن عدد ولادات الأطفال المصابين باضطرابات السلوك وتشوهات القراءة وبعض أشكال الصرع يكون مرتفعاً في الشتاء.
دور شهر الحمل: لقد درس أحد الباحثين Fitt التغيرات الفصلية للنشاط العضلي والعقلي، وأمراض الطفولة، وانحراف اليفاع، والوفيات، والانتحار، وعلاقتها بشهر الحمل. وقد استنتج إمكانية تقسيم السنة إلى جزئين: الجزء الأول هو فصلا الشتاء والخريف، حيث تكون حالات الشدة Stress ضعيفة نسبياً، والثاني هو الربيع والصيف حيث تبلغ الشدة أقصاها ويكون نشاط الجسم أقل – ومن هنا ميله لإبداء تظاهرات باثولوجية فيما بعد. وقد أجرى هذا الباحث دراسته على 21000 جندي نيوزيلندي في الحرب العالمية الثانية. وأفضلهم صحة ولدوا كما يبدو في فصل الصيف، بينما ولد أضعفهم في الشتاء (حزيران في أوستراليا).
فهكذا نجد مع هانتينغتون أن الشخصيات الشهيرة تولد في الشتاء بينما نجد مع Fitt أن الضعفاء جسدياً وذهنياً يولدون في الشتاء. فأي توقيت نختار لنحصل على أطفالنا؟ سؤال تُعلَّق الإجابة عليه... إلى أن تفيدنا الدراسة بمزيد من الإضاءات والتفصيلات، مع ما تتطلبه هذه الدراسات من دقة وحذر.
الكواكب
إن الاعتقاد بوجود تأثير خاص لكل ما في السماء على الأرض والإنسان اعتقاد قديم، نجده عند مختلف الشعوب. وكتب الحكمة القديمة مليئة بالتماثلات بين الإنسان والكون والعلاقة المتبادلة بنيهما. وكان الحكماء يعتقدون أن أمراض الجسد وعلله لها ما يطابقها في الكون، وأن أي علة تصيب عضواً ما تعبِّر عن كسوف جسم فلكي في السماء. ونقتبس عن إخوان الصفا المطابقة التالية التي تظهر الترابط بين اعتلال مختلف أجزاء الجسد وبين الكواكب:
العينان – المشتري
الأذنان – عطارد
المنخران والثديان – الزهرة
السبيلان – زحل
الفم – الشمس
السرَّة – القمر
كذلك تشير كتب الحكمة الشرقية إلى ارتباط كل مركز من مراكز الطاقة السبعة chakras المتوضِّعة على طول العمود الفقري بكوكب من الكواكب.
أما اليوم فإن العلماء يطرحون تساؤلهم على الشكل التالي: إذا كنا نعترف بأن للكواكب وجوداً فيزيائياً، فلماذا لا يكون لها تأثير فيزيائي. وهم يحاولون الإجابة على هذا السؤال بكل ما توصلت إليه العلوم والتكنولوجيا المعاصرة. فقد انطلق عصر الفضاء الخارجي وبلغت معرفتنا عنه حداً لم تعرفه من قبل.
يتضمن النظام الشمسي، إضافة إلى الأرض، ثمانية كواكب، هي على الترتيب: عطارد، الزهرة، المريخ، المشتري، زحل، أورانوس، نبتون، بلوتون. عطارد هو أصغر هذه الكواكب وأقربها من الشمس؛ الأكبر هو المشتري؛ والأقرب إلى الأرض هما الزهرة والمريخ، علماً أن مسافتيهما عن الأرض تتغيران مع الأشهر بنسب متفاوتة. تخضع حركة الكواكب لقوانين كبلر وقوانين الجاذبية لنيوتن. تدور هذه الكواكب حول الشمس. وكلما كان الكوكب قريباً من الشمس كانت دورته أصغر. هكذا يحتاج عطارد 88 يوماً ليدور حول الشمس، بينما تحتاج الأرض لسنة كاملة، ويحتاج بلوتون، أبعد الكواكب عن الشمس، 248 سنة. وللكواكب ألوان خاصة تسمح بتمييزها، حتى بدون منظار. فللزهرة والمشتري ضوء أبيض يميل للزرقة، والمريخ كوكب أحمر، في حين يميل زحل إلى الصفرة. وهذه المعلومات سابقة لعصر الفضاء لأن المناظير الفضائية والأقمار الصناعية قدمت خلال سنوات قليلة معلومات جديدة غيرت، دون أن تتناقض مع معارفنا القديمة، وجهة نظرنا عن بنية ودور هذه الكواكب.
إن مغناطيسية الأرض وتغيراتها تتعلق بالنظام الشمسي. ولكن بعض الباحثين يؤكدون أن النشاط الشمسي لا يفسرها كلها. فهناك تأثير مرده القمر، كما أن دور الكواكب الأخرى ليس هامشياً. ويرى الفيزيائي الأوسترالي E. K. Bigg أن الفعالية الجيومغناطيسية تنخفض عندما تصطف الكواكب على خط مستقيم بين الشمس والأرض. ويفسر الباحثون هذا الأمر بأن الزهرة يشكل حاجزاً في وجه الرياح الشمسية.
وقد أثبت العالمان الروسيان Maksimov وChouvalov أن الاضطرابات في الجاذبية الكوكبية تُحدِث على الشمس نوعاً من المدّ والجزر الذي يؤثر بدوره على النشاط الشمسي. وقد أجرى العالم الفرنسي Trellis حسابات تتعلق بهذا الأمر، وقدم للأكاديمية العلمية في 1966 ثلاثة تقارير تثبت أن مساحة البقع الشمسية تكبر مع المدّ الذي يحدث بتأثير الكواكب عما هي عليه في حالة الجزر. وهو يعتبر أن التأثيرات الكوكبية تؤدي، على ضآلتها، إلى تغير في النشاط الشمسي، وهي، بالتالي، تؤثر عبره على كوكبنا.
نستطيع أيضاً تسجيل تأثيرات مباشرة من الكواكب على الأرض إضافة إلى ضوء الشمس البسيط الذي ترسله لنا منعكساً ومستقطباً، ونقصد الإشعاعات الراديوية الكهربائية (اللاسلكية). وقد كتب العالم الفرنسي Lequeux يقول بخصوص المشتري: "الخاصية الأكثر غرابة لهذا الكوكب هي بثُّه الكثيف لموجات راديوية تلقَّاها في عام 1955 بورك وفرانكلين. تُبَثُّ هذه الموجات من منطقتين محددتين من الكوكب. وتخضع هذه الموجات لتأثير شمسي واضح لأنها تضعف عندما يبلغ النشاط الشمسي حده الأقصى. والمعروف أن الأرض كذلك تبث موجات مشابهة. وقد تأكد اكتشاف هذه الموجات على أيدي اختصاصيين آخرين في عام 1970. وقد أمكن التقاط موجات آتية من كل الكواكب وذلك بفضل الحساسية المتزايدة للآلات المستخدمة."
هكذا نصل إلى الخلاصة التالية: تستطيع الكواكب أن تمارس على الأرض تأثيراً غير مباشر وذلك عبر التأثير على نظم النشاط الشمسي أو إحداث اضطراب في الحقل الشمسي، أو تمارس تأثيراً مباشراً عن طريق بثّ موجات كهرمغناطيسية بشكل مكثف. وبديهي أنها حصيلة مؤقتة للتأثيرات الكوكبية على الأرض لأن القائمة بدأت في عام 1955، وهي في تزايد مستمر. ويقول الدكتور بيكاردي من جامعة فلورنسا بهذا الخصوص أن مجمل هذه النتائج كافٍ ليسمح لنا بنقل فرضياتنا عن تأثير الكواكب على الأرض إلى مجال الحقائق المثبتة والمقاسة علمياً.
لكن طرح هذه الارتباطات والتأثيرات المتبادلة لا يكفي؛ إذ لابد من شرحها. ومن بين الفرضيات المتعددة التي طُرِحَت، تتقدم واحدة على الأخريات. وهي تستند إلى الدور البيولوجي والنفسي للموجات الفضائية الطويلة التي تسمى أيضاً الموجات المنخفضة التردد. وقد صار مؤكداً أن كمية هذه الموجات تزداد بعد ساعات من انقذافات شمسية. وترتبط كمية ونوعية هذه الموجات بمزاج الشمس. وتفيد دراسة الموجات الكهرمغناطيسية أن أشعة x و γ قصيرة الموجات ومرتفعة الطاقة. وليست بخافية على أحد المشاكل الخطيرة التي حدثت لمؤسِّسي علم الأشعة الطبية بسبب الاستخدام المتكرر لأجهزة أشعة x. إن الشمس والفضاءات الكونية تبثُّ مثل هذه الأشعة، ولكن فضاء الأرض يشكل ما يشبه غلافاً يحميها؛ ولولاه لكانت الحياة على الأرض قد تعرضت للفناء بسبب الأشعة الكونية التي تأتي من عمق الكون أو بسبب البروتونات الشمسية التي لا تقل ضرراً عن أشعة γ وأشعة x. ولكن هذا لا يعني أن الغلاف لا يمكن اختراقه.
ويقول علماء الفلك أن هناك نافذتين تسمح إحداهما بدخول الضوء والحرارة والأشعة فوق البنفسجية، بينما تسمح الثانية (التي اكتُشِفَت منذ فترة قريبة نسبياً) بوصول الموجات الكهرمغناطيسية الطويلة (الموجات الراديوية)، وهي موجات تصل إلى الكائنات الحية على الأرض. ولكن هل لها تأثير بيولوجي؟ كان يعتقد أن مثل هذا الأمر مستحيل لأن هذه الموجات طويلة ولا تحمل معها إلا طاقة ضعيفة جداً. وقد انطلق الباحثون كعادتهم في عملية التجريب سعياً وراء إجابة على هذا السؤال، ولم يمتنعوا هذه المرة عن استخدام الإنسان في تجربتهم، نظراً لضعف هذه الطاقة. موضوع الدراسة هو الدور النفساني للموجات ذات التردد المنخفض. قارب König من معهد الفيزياء الكهربائية في جامعة ميونخ المسألة كفيزيائي، مسجلاً النشاط اليومي للموجات الراديوية ذات التردد المنخفض جداً. وقد حصل على عدة أنماط من الإشارات مختافة من حيث طول موجاتها. واهتمامه بالتأثير المحتمل النفسي والبيولوجي لمثل هذه الإشارات آتٍ من مقارنتها مع موجات الدماغ الإنساني. وقد سمح تخطيط الدماغ الكهربائي باكتشاف أن دماغ الإنسان يبث موجات تتمتع بالخصائص ذاتها التي تبديها الموجات الطويلة المسجلة في الفضاء (خاصة الموجات α و β). فإذا كان الدماغ يطلق مثل الطبيعة موجات منخفضة التردد جداً، فهل يتأثر بالموجات التي تبديها موجات الطبيعة؟
أجرى König تجاربه في ظروف طبيعية وفي ظروف مخبرية. انتهز أولاً فرصة وجود معرض عن السير في مدينة ميونخ، فأجرِيَت تجارب على الزائرين لقياس ردات فعلهم. خضع 35 ألف زائر لاختبار بسيط، وحصل König على أوقات ردات الفعل المسجلة. وقد أظهر تحليل النتائج أن أداء الأشخاص كان أقل جودة في الساعات والأيام التي سُجِّلت فيها موجات ضعيفة التردد، إذ كان الزمن الذي يمر قبل الحصول على ردة فعل يزداد وكان أداء الأشخاص سيئاً.
وفي المختبر عرَّض König بعض الأشخاص لحقول صنعية لها طول الموجات الضعيفة –
التردد ذاته. وقد لحظ الأشخاص أن سرعة منعكساتهم تتضاءل ما دامت تُطلَق الموجات. وقد سئلوا عن انطباعهم عند خروجهم، فأعلن بعضهم أنه أحس بصداع، وشعر آخرون بالإرهاق أو بأن ثقلاً يضغط على صدورهم. هكذا خلص König إلى أن الإنسان يستجيب بطريقة يمكن قياسها لحقل كهربائي ذي تردد ضعيف جداً.
وقد عمَّق J. R. Hamer من مختبرات نورثروب الفضائية تجارب König في دراسة هدفت إلى معرفة ما إذا كان الإنسان يمتلك ساعة بيولوجية في دماغه. وقد أراد بشكل أدق أن يعرف ما إذا كانت موجات α لدماغ الإنسان يمكن أن تتغير بحقول كهرمغناطيسية يكون ترددها قريباً جداً من نُظُم هذه الموجات. وقد أخضع هامر بعض الأفراد لحقول صنعية ذات تردد منخفض جداً (1-20 Hz) وقارن سرعة ردات فعلهم مع الأشخاص الموجودين خارج هذه الحقول، فكان تطاول الفترة التي تسبق ردات فعل الفريق الأول واضحة جداً. ثم بحث Hamer لمعرفة الحد الأدنى من الفولتاج الضروري لإحداث هذه التأثيرات البيولوجية. وكانت عتبة الحساسية منخفضة جداً: مع فولتاج 0.002 يكفي تغيير من رتبة 1 Hz لإحداث تغيرات مؤكدة في ردات الفعل عند الإنسان. ولكن هامر يقول إن هذه الموجات الصنعية يوجد ما يماثلها بشكل طبيعي في الفضاء وهي قادرة على ضبط دماغنا بتأثيرها على الموجات α.
وهذا ما أثبته Wever الذي لاحظ أن الحقول الكهرومغناطيسية الضعيفة جداً تغير طول نظم النشاط النهاري للإنسان. وقد حبس Wever أشخاصه تحت الأرض في غرفتين معزولتين، للأشخاص حرية العيش فيها كما يحلو لهم وعلى النظام الذي يختارونه بأنفسهم. وقد عرَّض Wever إحدى هاتين الغرفتين دون أن يعلم الشخص الموجود فيها لتيار صنعي ذات تردد خفيف جداً، يشبه التيار الذي يوجد في الفضاء دون أن نعيه. لم تُعرَّض الغرفة الأخرى لأي تيار واتُّخذت كشاهد في التجربة. لم يبدِ طول نظام حياة أفراد الغرفة أي تغير خلال الأسابيع الثلاثة الأولى. أما أفراد الفريق الأول فقد بلغ نقصان النشاط النهاري ساعة و27 دقيقة خلال ثلاثة أسابيع.
هكذا يمكن لتأثيرات طاقتها ضئيلة جداً أن تغير في نظم النشاط الإنساني بنسب هامة نسبياً. وتتأتى من الفضاء تأثيرات مشابهة: ثقالة قمرية، موجات راديوية من مصدر شمسي أو كوكبي، حقول مغناطيسية. لقد تأقلمت الحياة منذ وُجِدت على الأرض مع ضوء الشمس وحرارتها ومع تلك التأثيرات التي كنا نجهل وجودها وطبيعتها منذ سنوات. إن الحياة والإنسان ظاهرتان كونيتان. وقد اكْتَنَه العالم الأميركي Frank Brorum هذا الواقع، فكتب يقول: "لقد ظهر اليوم مجال جديد من العلم يتحدى العلم ذاته. وإن الكائنات الأرضية والنبات والإنسان والحيوانات تتأثر بموجات كونية نكاد لا ندركها. يرتبط الإنسان مع الكون بشكل عضوي ليس بواسطة الأدوات التي اخترعها ولكن بفضل الحساسية المذهلة لماهيته الخاصة."
ومازال البحث مستمراً | |
|
شيخ روحانى
عدد المساهمات : 199 تاريخ التسجيل : 21/10/2012
| موضوع: رد: علم الفلك وعلم التنجيم و حدودهما الأحد أكتوبر 21, 2012 2:02 am | |
| تسسلـمَ آيدكَـ ولآ تحرمنآ جديدكَـ | |
|