Admin Admin
عدد المساهمات : 2282 تاريخ التسجيل : 11/05/2011
| موضوع: الإخـــــــــــلاص الأربعاء نوفمبر 16, 2011 6:33 pm | |
| ذكر أهل العلم في تعريف الإخلاص ما يكشف عن دقة خفائه، وعظمة سره في النفس الإنسانية ويبين ما يدل على أنه لا يطلع إلا رب الأرباب جل وعلا ، وأنه ربما يخفى على صاحبه ولا يكاد يعرفه أو يشعر به .
وهذه جولة مع تعريفات مختلفة للعلماء، حاولوا فيه الوصول إلى كنه الإخلاص وحقيقته بعيداً عن مألوف التعاريف من الحد والرسم ونحوها .
فهذا الهروي يقول عن الإخلاص:" إنه تصفية العمل من كل شوب " .
الإخلاص أن يكون العمل صافياً وسالماً من كل شائبة، قد تكون قصداً للمال أو للدنيا، وقد تكون رغبة في نظر الناس ومدحهم وقد يكون سروراً خفياً يسري إلى النفس يخالطها بإعجاب ويمزجها بغرور، نسأل الله السلامة.
وعندما نتأمل في تعاريف العلماء والعباد والزهاد نرى أنهم عبروا عن ذلك بما يدل على سرية الإخلاص وشدة خفائه. فمن قائل :"هو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين".
أي عن ملاحظة الناس أجمعين حتى أقرب المقربين وذلك دلالة خفاء .
وآخر قال في تعريفه :"هو التوقي عن ملاحقة الخلق حتى عن نفسك".
أي حتى تخرج من حظ نفسك في عملك، فلا تفرح به فرح زهو، ولا تسعد به سعادة إعجاب، ولا تتيه به تيه كبر على غيرها، ولا يخالطها احتقار وازدراء للناس، فإن ذلك هو عين الخروج من الإخلاص إلى ما يضاده .
ومن كلام الجنيد أنه قال:" الإخلاص سرٌ بين الله وبين العبد لا يعلمه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده ولا هوىً فيميله ".
فأي شيء أشد خفاء من مثل هذا الإخلاص، الذي مستقره سويداء القلوب، وكشفه لا يكون لأحد إلا لعلام الغيوب ؟ وقال بعضهم أيضاً:" الإخلاص ألا تطلب على عملك شاهد غير الله ولا مجازي سواه".
فلا تنتظر شهادة أحد على عمل من أعمالك، ولا رؤية أحد لفضيلة من فضائلك، ولا اطلاع أحد على مكابدة أو مجاهدة من مجاهداتك، ثم لا ترقب في كل ذلك مدحاً من الناس، ولا أجراً من المخلوقين.
وقيل لسهل أي شيء أشد على النفس فقال:"الإخلاص لأنه ليس لها فيها نصيب ".
ليس لها فيه حظٌ، ولا شيء تنتفع به، ومن ثم فهو عليها شاق وشديد وصعب وعسير إلا على من يسره الله عز وجل له وأعانه عليه وأكرمه بدوامه وخلوصه لله سبحانه وتعالى.
ومما قيل أيضاً في التعريف :" الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق".
وهذا حسن بديع إذ يبين مع وصف الإخلاص بأنه عدم الالتفات للخلق ، إن علة ذلك وسبب حصوله التعلق والنظر إلى الخالق .
فمن علق قلبه بالله، ومن قصد وابتغى رضاه ، ومن خاف من عقابه ورجا ثوابه، فإنه ينسى الناس كلهم ولو كانوا حوله آلافاً مؤلفة، ولو انطلقت ألسنتهم بما يُفرح من مدح أو يُحزن من ذم فإنه عنهم منصرف، وبربه سبحانه وتعالى منشغل، ولذلك فإن مطالعة العبد لعمله ونظره فيه ربما كان مفسداً لإخلاصه ومدخلاً له فيما ينقضه أو يعارضه .
ومن هنا تكررت من أهل العلم هذه المقالات، وأحسنوا في التعبير عن الإخلاص عن علم وبصيرة من جهة، وعن استشعار وأحوال من جهة أخرى، فإن كلام السلف فيما قالوه عن النفوس، وفيما تحدثوا به عن القلوب، وفيما عرجوا عليه من الأحوال والعوارض التي تمر بالإنسان من رضى وسخط، وحزن وفرح، قالوه عن علم وبصيرة من جهة، وكذلك عن ذوق ومشاهدة من جهة أخرى.
فإن من ذاق عرف، وإنما ينطق اللسان بما يشعر به القلب، والألسنة مغاريف القلوب : إن الكلام لفي الفؤاد وإنما **** جعل اللسان على الفؤاد دليلاً
ولعلنا نستزيد من مثل هذه المقالات لأهميتها: فهذا القشيري يقول عن الإخلاص:" إنه إفراد الحق سبحانه وتعالى في الطاعة بالقصد" وهو أن يريد بطاعته التقرب إلى الله سبحانه وتعالى دون شيء آخر من تصنع لمخلوق أو اكتساب محمدة عند الناس أو معنى من المعاني سوى التقرب إلى الله سبحانه وتعالى ومن ثم يظهر أن الإخلاص دقيق لا يفطن له، وقد يخرج المرء منه وهو غير مدرك
| |
|
الحسينى
عدد المساهمات : 574 تاريخ التسجيل : 16/03/2012
| موضوع: الأربعاء أبريل 11, 2012 1:11 am | |
| جزآك الله كل خير .. وجعله بموآزين حسنآإآتك
| |
|